اكتشف معنا كيف ولدت فكرة تأسيس سفاري الشارقة وكيف أصبحت وجهة فريدة من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة
كانت هناك مبادئ واضحة لتوجيه تطوير المشروع وهي أن يشمل المشروع على الاستخدام المستدام للأراضي ، وأن يحترم البيئة ، وأن يكون له طابع أفريقي ، وأن يكون مرتبطًا بموضوع علم الحيوان المقترح عبر شجرة المظلة الشائكة أو السمر (أكاسيا تورتيليس).
من حسن الحظ ، أن شبه الجزيرة العربية وإفريقيا تتشابهان بدرجة عالية من التشابه في الحيوانات والنباتات ، بل تتشابهان أيضًا في المناظر الطبيعية وبالأخص المناظر الطبيعية في مناطق إمارة الشارقة . وذلك لأانه لا تزال أكاسيا تورتيليس البرية تنمو فيها وهي تشبه إلى حد كبير مناطق في شرق وجنوب إفريقيا. و بناءً على طلب سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد ، حاكم إمارة الشارقة اقترحت هيئة البيئة والمحميات (EPAA) تطوير سفاري الشارقة في منطقة محمية البردي الكبرى.
تم إنشاء محمية البردي التي تبلغ مساحتها 1824 هكتارًا في عام 2012 ، وتقع جنوب شرق مدينة الذيد في وسط إمارة الشارقة. اهتمت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالحفاظ على القيم البيئية للبردي ، وأبرزها غابات الأكاسيا الناضجة. وبعد تقييم الأهمية البيئية للمنطقة ، تقرر تقسيمها إلى قسمين ، مع الحفاظ على 1034 هكتارًا في الشمال كمحمية طبيعية ، والاستفادة من الأراضي المتدهورة إلى الجنوب من أجل سفاري الشارقة. ومن خلال العمل مع المتخصصين المحليين والدوليين ، شرعت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في تصميم وتطوير مشروع السفاري بالطريقة الأكثر صداقة للبيئة، ومراعاة إبقاء المميزات الطبيعية للمناظر الطبيعية في تصميم السفاري ، والحفاظ على النظام البيئي الطبيعي قدر الإمكان.
لطالما كان صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد ، حاكم إمارة الشارقة شغوفاً للغاية بالحفاظ على التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. ولأكثر من عقدين من الزمان ، إلتزم سموه بإنشاء محميات طبيعية ومراكز لحماية وصون حيوانات شبه الجزيرة العربية ونباتاتها في بيئاتها الطبيعية في إمارة الشارقة.
ولكن إدراكًا منه أن التهديدات التي يتعرض لها الحفاظ على التنوع البيولوجي تمتد عبر الحدود الوطنية والإقليمية ، أصدره سموه في العام 2016 تعليماته ببدء العمل لتأسيس أكبر سفاري خارج إفريقيا ، وتوسيع نطاق إلتزامه بصون وحفظ البيئة ليشمل الحيوانات والنباتات الأفريقية.
كانت رؤية سموه هي تزويد مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة والمقيمين عليها والسياح بفرصة لاكتشاف التنوع البيولوجي المذهل للحيوانات والنباتات الموجودة في جميع أنحاء إفريقيا ، من خلال منحهم تجربة رحلات سفاري أصيلة حتى يتمكنوا من التعرف على الحيوانات وهي في محيطها الطبيعي.
مع العلم أن المشاركة المجتمعية والتعليم البيئي ضروريان لتحقيق أهداف الحفظ هذه طويلة المدى ولإنجاح المشروع ، أصدر سموه تعليماته أيضًا بأن رحلات السفاري لا توفر تجربة فريدة للزوار فحسب ، بل هي أيضاً رسالة لهم ليساهموا بدرجة عالية في المحافظة على البيئة وما تحتويه من تنوع بيولوجي.
لتوفير جولات سفاري أصيلة تغمر زوارنا بمشاهد وأصوات إفريقيا أثناء رحلتهم عبر البيئات الطبيعية الشاسعة والقرى المنسقة بعناية لتذكرنا طوال الوقت بالدور المهم الذي نلعبه في حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي ، حتى نتمكن من إنشاء جيل يفهم ويقدر العالم الطبيعي ، بل ويشارك بنشاط في الحفاظ عليه. بالإضافة إلى تبادل نتائج مشاريع الحفظ والبحوث التي تدعم الحفاظ على الأنواع وبيئاتها الطبيعية.
تسعى الهيئة جاهدة لحماية البيئات البرية والبحرية ، والحيوانات والنباتات من خلال التعليم والإدارة والبحث
©2024 جميع الحقوق محفوظة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية